السلسلة «الشمس المجللة بالسحاب»
الحلقة 1: الضائعون

عنوان لسلسلة حلقات تسعى للتأمل في الجوانب المختلفة من شبه الإمام الحجة بالشمس المجللة بالسحاب. اقتباسا من حديث رسول الله عن غيبة الإمام المهدي : «وَاَلَّذِي بَعَثَنِي بِالنُّبُوَّةِ إِنَّهُمْ لَيَنْتَفِعُونَ بِهِ وَيَسْتَضِيئُونَ بِنُورِ وَلاَيَتِهِ فِي غَيْبَتِهِ كَانْتِفَاعِ النَّاسِ بِالشَّمْسِ وَإِنْ جَلَّلَهَا السَّحَابُ.» (بحار الأنوار، ج۵۲، ص۹۲)
تم إنتاج هذا المسلسل بطريقة الرسوم المتحركة على السبورة البيضاء وعنوان الحلقة الأولى هو الضائعون. يمكنك تنزيل أو مشاهدة هذه الحلقة في الموقع الإلكتروني.

روابط التحميل:

جودة 4K - حجم 138 MB
جودة 4K - حجم 88 MB
جودة 1080p - حجم 53 MB
جودة 1080p - حجم 31 MB
جودة 4K - حجم 147 MB (مع النص)
جودة 4K - حجم 95 MB (مع النص)
جودة 1080p - حجم 56 MB (مع النص)
جودة 1080p - حجم 31 MB (مع النص)

نص مقطع الفيديو

مرحباً أعزائي
أرجو أن تكونوا بأفضل حال...
يا ترى، ما فائدة الشمس المجللة بالسحاب للأرض وساكنيها؟
أللشمس وراء السحاب ما يميـزها؟
بداية، دعوني أشيـر إلى أمر مهم
لا يلتفت إليه عادة، وهو:
السحاب إلى الأرض أقرب منه إلى الشمس أم العكس؟
نعم، إنه سؤال بديـهي؛
فمن الواضح أن السحاب إلى الأرض أقرب منه إلى الشمس،
بل هو من القرب منها بحيث
يلتصق بسطحها أحياناً مكوناً الضباب،
وأبعد أبعد ما يكون عن سطحها
على ارتفاع يصل إلى ثمانية عشر كيلومتراً،
لكن ما يفصله عن الشمس ذلك البـون الشاسع
الذي يقدر بمائة وخمسيـن مليـون كيلومتر؛
فالسحاب في غاية القرب من سطح الأرض،
بل ربما التصق به.
فلا مجال للمقارنة بيـن المسافتيـن.
لذلك لو رسمنا المجموعة الشمسية،
وأردنا أن نضيف الغيـوم إلى ما رسمناه،
للزمنا أن نرسم الغيـوم قريبة جداً من الأرض،
بحيث تبدو ملتصقة بها.
الغيـوم لساكني الأرض كالستائر
تحجب رؤيتهم.
وهنا يطرح هذا السؤال:
مع الالتفات إلى ما قدمناه،
الشمس وراء السحاب بالفعل؟
أم نحن وراء السحاب ولا نستطيـع أن نرى الشمس في الأيام الغائمة؟
في الأيام الغائمة نحن لا نرى الشمس،
وكذلك في الليالي الغائمة لا نرى النجوم،
والحال أن شمسنا المضيئة في محلها
تمدنا بالنور والحرارة،
كذلك النجوم وبقية الكواكب كل في محله،
لكن الغيـوم هي ما يمنعنا من رؤيتها.
إذن ليست الشمس وراء السحاب، بل نحن وراءه.
لا بد من أنكم رأيتم كهذا المشهد في الأماكن المزدحمة كحرم الإمام الرضا :
صبي في الرابعة أو الثالثة من عمره،
يـركض مدهوشاً من مكان إلى مكان،
وهو ينحب ويصرخ قائلاً:
أبي... أبي...
فيلفت أنظار الجميـع إليه،
حتى يأتيه أحد الخدام ويسأله:
ما بك يا بني؟
فيقول الصبي بعيـون تدمع، وأنفاس تتقطع،
مكفكفاً دموعه:
أضاعني أبي... أضاعني أبي...
فهنا يضحك أحد الواقفيـن جنبه،
وسرعان ما يخفي ضحكته،
ثم يسأل الصبي بلطف:
يا عزيـزي، أبوك أضاعك؟ أم أنت ضعت؟
فيستاء الطفل ويصرخ قائلاً:
لا، أضاعني أبي... أضاعني أبي...
نبينا صل
إمامنا الصادق
وكذلك إمامنا المهدي
هذه الأنوار الإلهية الثلاثة
شبهت الإمام في زمان الغيبة
بالشمس التي جللتها السحاب،
وهذا التشبيه يـومي إلى أمور
سنقف عندها في الحلقات القادمة.
لكن هذه النقطة مهمة جداً:
أن هذا السحاب كالستائر أمام أنظارنا،
وحجبنا عن رؤية شمسنا.
فهل أبونا غائب بالفعل؟
أم نحن الضائعون؟
أبونا بيننا،
قلق علينا،
مهتم لأمرنا،
ونحن أفلتنا أيادينا من يديه،
وضعنا...
ولم نعد نرى أبانا...

الأحاديث المذكورة

...أَنَّهُ سَأَلَ النَّبِيَّ هَلْ یَنْتَفِعُ الشِّیعَةُ بِالْقَائِمِ فِي غَیْبَتِهِ؟
فَقَالَ : إِي وَالَّذِي بَعَثَنِي بِالنُّبُوَّةِ إِنَّهُمْ لَیَنْتَفِعُونَ بِهِ وَ یَسْتَضِیئُونَ بِنُورِ وِلَایَتِهِ فِي غَیْبَتِهِ کَانْتِفَاعِ النَّاسِ بِالشَّمْسِ وَ إِنْ جَلَّلَهَا السَّحَابُ.

بحار الأنوار، ج52، ص92

...فَقُلْتُ لِلصَّادِقِ فَکَیْفَ یَنْتَفِعُ النَّاسُ بِالْحُجَّةِ الْغَائِبِ الْمَسْتُورِ؟
قَالَ : کَمَا یَنْتَفِعُونَ بِالشَّمْسِ إِذَا سَتَرَهَا السَّحَابُ.

کمال الدین، ج1، ص207

قالَ الإِمَامُ المَهْدِيُّ : ...وَأَمَّا وَجْهُ الاِنْتِفاعِ بِي فِي غَیْبَتِي فَکَالاِنْتِفَاعِ بِالشَّمْسِ إِذَا غَیَّبَهَا عَنِ الْأَبْصَارِ السَّحَابُ...

الاِحتجاج، ج2، ص469